إذا تريدوا ملابس العيد روحوا رقطوا (1)

5 قيم تعلمتُها من أميّ: غزالة بنت ناصر الكندية
عائشة السيفي
صبيحَة يوم الأحد غسلتُ أمي وكفنتها مع أخواتي. جهزتُ لها لبسةً من حرير فأبلغتني المكفنةُ أن علي أن آتي بلبسة من قطن تخلو من الزركشة. اخترتُ لها أجمل ملابسها وبخرتُها كما كنت أبخر ملابسها لعشرات السنوات كل عيد. أذنتُ في أذنيها، وتأملت أصابعها المنفرجة وأنا أضع بينها الصندل. كانت كقطعة الحرير ببشرتها الصافية وكنت أحدثها: ما أجملك حيةً وما أجملك ميتة. كان مشهداً عظيماً لا أعرف كيف ألهمني الله لأعيشه. أعرفُ أنني كنت شاخصة العينين ولا أذكر أنني بكيت كثيرا.. كانت دموعي تنهمر بصمت إلى أن حملوها في الطارقة وتواروا عن الأنظار. لا أذكر كثيرا مما حدث بعدها فقد سقطتُ طريحة الفراش ليومين.
ماتت أمي غزالة بنت ناصر الكندية بعد رحلة ثماني سنواتٍ ويزيد مع مرضٍ لعين اسمهُ ملتي سيستم أتروفي. ومنذ جرى تشخيصها، جُبنا بها أطباء العالم لعلنا نجدُ لها علاجاً فكانت النتيجة واحدة: إنه مرض نهايته الموت، الفارق فقط هو حتى متى سيعيش صاحبه. لسنواتٍ عاشت أمي وعشنا معها معاناةٍ مريرة لا يعلمها إلا الله ونحنُ نتأمل بعجزٍ شديد كيف كانت تنتقل من وهنٍ إلى وهنٍ. تتقلص كل عضلات جسم المصاب بهذا المرض حتى يصبح مثل الخشبة. كل عضلةٍ تتخشب فيه: الحركة، المضع والبلع، التنفس، الكلام، الإخراج، كل عضلاته الحركية تصاب بالشلل ويصاب غالب المرضى باكتئاب حاد لأنهم يكونون بكامل وعيهم الذهني والعقلي ولكنهم حبيسو جسدٍ مسجونين داخله.
هكذا آل حالُ أمي غزالة التي فقدت كل وسائل الحياة وبقي عقلها حاضراً تماماً، وقلبها كذلك.
وأنا أغسلها كانت يداها منفرجتان وكذلك أصابع قدميها اللتين تخشبتا من قبل كالحجر. كانتا ناعمتين منسابتان فأدركت أن الروح المتعبة التي خشبت تلك الأطراف قد رحلت وعاد الجسد المتعب إلى حيث بدأ.
في أوقات سابقة رغبتُ أن أكتب عن مرضِ أمي ومعاناتها ولكن خوفي من أن يبلغها مقالي فأثبط بعزيمتها كان يمنعني. كانت إلى أن ماتت تتابع كلّ شيءٍ أفعله بين أمسيات، ومشاركات وكتابات. كانت إلى أن ماتت، المشجعة الأولى لمسيرة ابنتها. لم تكن غزالة بنت ناصر أمي، كانت سوري المنيع في تقلبات رحلة الشعر.

(العلمُ في الصغر كالنقش على الحجر)
لا أذكر في أي عمرٍ بدأتُ أعمل فيه على حصادِ المال. كانَ الصيفُ موسمَ عملٍ لي ولإخوتي فقد كنا نستيقظ فجراً قبل شروق الشمس لنذهب إلى مزرعة والدي لنرقط. نرقط الرطب، والسحّ والنفيعة. كنتُ أبكي أحياناً من الإجهاد، وأبكي من ثقل (لجن السح) على رأسي: أقول لها، بنات صفي مرتاحات في الصيف وأنا ظهري منكسر من النفيعة. وبدون أن ترفع أمي عينها من صينية التمر تقول: كان تريدوا ملابس للعيد، تروحوا ترقطوا. كنا نعلم أنهُ بناءً على ما ستجنيه أمي من بيع الرطب والنفيعة، سيكون في وسعنا تفصيل ملابس للعيد. وككثير من أطفال نزوى الذين يكبرون وهم يعملون، كبرنا ونحنُ صغار لنتعلم من أمي الاعتماد على النفس والإدارة المالية منذ الصغر.
نذهب للرقاط، ثم تنقية التمر، بين الرطب والسح والنفيعة. تجمع أمي النفيعة في الجواني وترسلها مع اخوتها في السوق ليقوم الدلالون بالمزايدة على سعرها. أما السح فيجد طريقه إلى التجفيف ثم الكناز ثم تبيعه أيضاً في وقت لاحق في أدلية التمر لعدد من الأسر في مسقط.
تعلمتُ بعدها جمع قواطي المشروبات الغازية، لنبيعها ونتحصل منها بعض المال، تعلمتُ كيَّ الملابس لاخوتي في الجامعة وأبناء الجيران. كنتُ أطلب خمسين بيسة مقابل كل دشداشة أكويها.
دخلتُ كلية الهندسة في الجامعة وكان أول ما فعلتهُ عملي مشرفة تغذية ومشرفة مختبر ثم التحقت بالكتابة فأصبحت منذ عمر الثامنة عشرة مستقلةً مادياً لي عمودٌ أسبوعي أجني منهُ 40 ريالاً كل شهر وأترزق بالتصحيح اللغوي وبالنشر المدفوع في الصحف.
قبل تخرجي، أسس اخوتي الذين ربتهم غزالة بنت ناصر على كفاءة الإدارة المالية محفظة اقراضية عائلية يسهم كل من يبدأ منا بالعمل بمبلغ شهري نستغلُ مجموع أصوله في دعم التزاماتنا كإخوة. هكذا كانت أول سيارة اشتريتها وأول أرض اشتريتها بتمويل من المحفظة الإقراضية لاخوتي وكذلك استفاد بقية اخوتي من تلك المحفظة الإقراضية التي أسسناها بقيم زرعتها فيها أمنا: قيمة إدارة المالية، هكذا لم تكن غزالة بنت ناصر أمي، كانت مرشدتي الماليّة الأولى.
(ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم)
في 25 ديسمبر 2006، أعلنت نتائج مهرجان الشعرِ العُماني، المهرجان الشعري الأكبر على مستوى السلطنة. كنتُ بعمر التسعة عشر عاماً أول شاعرة وأصغر متسابق يفوز بالمركز الأول خلال تاريخه. حين خرج خبر فوزي، تقاطر الوشاةُ عند والدي فكيف لابنة الشيخ محمد بن ماجد أن تقول الشعر في المنابر. كان والدي قد ضاقَ ذرعاً بالضغط المجتمعي الحاصل منذ عامين على مشاركاتي الشعرية وكان قد نهاني كثيراً عن كتابة الشعر والخروج به. عدتُ للمنزل لا فخورةً بفوزي ولكن متوجسةً من ردة فعله. وكان أن استدعاني بعد الغداء إلى مجلسه مع أمي. أمسكَ المصحف وطلب مني أن أقسم ألا أقول الشعر مرةً أخرى وأنه سيذهب لإدارة جامعة السلطان قابوس ليطلب فصلي ويسحب أوراقي. أذكر جيداً تلك اللحظة بكل تفاصيلها. أمي الحنونة التي لم أسمعها يوماً ترفع صوتها على والدي تتحول إلى لبؤة غاضبة: ما أخليك تضيع مستقبل البنت، مو فيها لو تسوي شعر، ترى أولادك ما عايشين لزمانك.
طال النقاش واشتدت حدته وخرجتُ من المجلس وأنا أدرك أن الشعر لم يكن معركتي وحدي ولكنه معركة أمي وأن طريق الشعر سيكون مؤلماً ولكن هنالك سوراً منيعاً يحرسني بعد الله.. ذلك السور كانَ أمي.
ولسنوات طويلة جداً، حاول الوشاة تأليب والدي رحمه الله، وحاول الوشاةُ تأليب اخوتي عليّ، كان يغيظهم ظهوري الشعري. كان يغيظهم استمراري ولم أكن أكترث كثيراً فقد كنت أعرف أن أمي كانت تحيطني برعايتها وكل ما قيل لها ابنتك، تسكتهم قائلة: بنتي انتو ما تعرفوها، ما تعرفوا مو تتصدق، ومو تصلي، ومو تعبد. أنا أعرفها بنتي، أنا حالها مثل الظفر في اللحم. لم تكن غزالة بنت ناصر أمي، كانت سوري المنيع.
(فإنَّ غنى النفسِ كلُّ الغنى)
عاشَ والدي رغم يسرِ حالهِ زاهداً عن الدنيا، مالهُ للناسِ أكثر منهُ لنا. غارقاً بين كتبه معتزلاً مكتبته ومجلسهُ بين تلامذته، كانت أمي هي مدبرة الأسرة بما فيها الشؤون المالية.
كان منصرفاً عن أعباء المنزل وكانت تلك المرأة تحمل همّ المنزل وأعباء أبنائها التسعة.
تشتغلُ تارةً في حياكة السين المستخدم في الأزياء العُمانية. مساء كل يوم تعجن الخبز العُماني وفجرَ كل يومٍ تخبزه. تعدّ أكواب الشاي صباحاً لتتأكد أن كل واحدٍ منا تناول إفطاره. كانت تدير المنزل. ما تجمعه يداها من ريالاتٍ قليلة، تصرفها على قضاء حوائجنا. لم تكن تملك المال. لكنني أذكر جيداً أنني لم أذهب يوماً إلى الجامعة دونَ أن تبعثَ معي، كيسة تمرٍ لصديقاتي في الجامعة، وعاء دجاجٍ مقليّ، لحم مقلاي، علبة أتشار، صحن خبزٍ عُماني، حساءً ساخناً أتقاسمه مع بنات جناحي. لم تكن تملك لمال ولكنها كانت تعطي بما تستطيعُ بحبّ. في الأعياد حينَ كان يزورنا أقاربنا من مسقط، تستيقظ أمي فجراً لتطبخ غداءهم على حطب النار المشتعل لقرابة 70 زائراً على غداءٍ واحد تطبخهُ لهم امرأةٌ واحدة. وحينَ أجهدها المرض ومنعها عن خدمتهم، أوصتنا نحن لنسير على نهجها فلم تنقطع عادتها عن استقبالهم. تقول لنا دائماً: ترى الناس ما ناقصنهم أكل، الناس متجملين بزيارتهم.
لم تملك أمي قدرةً على التعبير عن عاطفتها لأبنائها. كانت تكبتها رغم أنها كانت سريعة التأثر وإن أبدت عكس ذلك، حتّى أنني لا أذكر أن أمي احتضنتني يوماً إلا حينَ حصلتُ على نسبة 99% من القسم العلميّ في الثانوية العامّة. تلك المرة الأولى التي أذكر أنني رأيتُ أمي فيها تحيطني بحنانها الدافق. لكنها ظلّت دائماً تعبّر عن الحبّ بقيمة العطاء. كبرتُ ولا زالت أمي هي أمي، حتى قبل وفاتها بأسبوع، ورغم أنها حبيسة الفراش أعطت أوامرها بإعداد صحن التمر المكتّل الذي أحبه لي، وأشرفت على تجهيز قلّة السمن العُمانيّ لي وصحن الخبز العُماني الذي يحبهُ أطفالي.
لم تكن غزالة بنت ناصر تملك المال. كانت تملك الغنى والعطاء بحبّ.
(طلبُ العلم أفضلُ من الصلاةِ النافلة)
حينَ أعددتُ رسالة الماجستير، وقد حصلتُ فيها على أعلى درجةٍ بكليتي بجامعة يو سي أل. كتبتُ في صفحتها الأولى: إلى أمي التي لم تتمّ تعليمها للصفّ السادس ولكنّها ربّت بنتاً تتخرج اليوم بدرجة الماجستير في الهندسة.
لم تنل أمي حصتها من التعليم فقد درست في محوِ الأميّة حتى الصف السادس. كانت الأولى بين قريناتها تحصد الدرجات النهائية وكانت الرياضيات مادتَها المفضلة. هكذا اضطرت أمي أن تتوقف عن الدراسة حينَ أنجبت طفلتها السابعة، طفلتها السابعة كانت أنا.
في عام 2012 ثم عام 2014 انتقلتُ للعمل إلى بريطانيا ثمّ هولندا. كان الأمر صعباً أثناء عملي في هولندا وطفلتي لمّا تكملِ العامين. أوصتني أمي ان أترك طفلتي حريّة معها قائلة: ما بيقصر بها شي، روحي خذي من علم الله وبنتك في الحفظ والصون. وكان لي ذلك. غزالة المرأة البسيطة تحرس أحلام ابنتها وترعى حفيدتها وتبلغني أن الأمومة ليست عائقاً أمام الطموح طالما كانت أمي غزالة بنت ناصر. هكذا حرستني أمي في أسفاري الكثيرة. وحين انتقلت إلى لندن في 2018، كانت عبارتُها هي نفسها: روحي خذي مما يسره الله عليك من عِلم. لم تكن غزالة بنت ناصر أمي، كانت مرشدتي المهنيّة.
(من يلتحف بعائلته لا يمسه البرد أبداً)
في سن الثامنة عشرة بدأتُ الكتابة في عمود أسبوعي اسمهُ ردهات في جريدة الوطن. كل خميس تستيقظ أمي وتنتظر أن تفتح المكتبة الساعة الثامنة صباحاً لتقتني نسختها وتقرأ عمودي الأسبوعي، بعدها بساعة تتصل بي لتعطيني رأيها. احتفظت أمي بكل مقالة نشرتُها وبكل خبر كتبَ عني إلى أن أصيبت بالشلل.
لم ينشر عني فيديو في اليوتيوب ولم ترهُ أمي. كانت تتابع أمسياتي مراراً وتكراراً. تتصل بي وتقول لي: في الأمسية الفلانيّة كنتِ تتنهدين كثيراً، أحسك يا بنتي مهمومة. احتفظت بقصاصات الصحف والمجلات والكتب التي كتبت عني. وحينَ دخلتُ سباق أمير الشعراء، أخرجت مائة ريال من درج ملابسها وقالت لاخوتي: ما بس انتو تصوتوا لها. حتى أنا أريد أصوّت. كنت أقولُ لها: تلك أغلى مائة ريال صوتَّ بها لي. كانت مؤمنة برسالتي الشعريّة وكانت تذكر اخوتي الذينَ ما يتعرضون لضغوطات الواشين: أختكم لديها رسالتها في الحياة، ما لازم تتفقوا معها. إذا ما توقفوا معها عن توقفوا ضدها. وكامرأة من مجتمع محافظٍ للغاية، كانت أمي صمام الأمان لي وإن اختلفت أحياناً معي لكنّها ظلت مؤمنة أن رسالتي كانت تتخطاني إلى ما هو أكبر مني. في المرة الأخيرة التي زارتني فيها في المنزل همست لي: أنتِ يا عائشة جوهرة مصونة، خابَ من لم يقدركِ. هكذا ظلت أمي تمنحني تقدير الذات والإعتزاز بالنفس الذي رفع استحقاقي وإيماني بقيمة رسالتي وقدرتي على ترك الأثر الطيب.
كلّ ما ذكرتهُ من قيم هي غرفة في بحر غزالة بنت ناصر. لم تصب أمي بهذا المرض عبثاً. أمي كانت مجموعة من الصدمات والمعاناة الطويلة التي احتفظت بها ذاكرة جسدها جيداً حتى ابتليت بذلك المرض الذي مردّه حياة طويلة مكتظة بالألم النفسي المتواصل دونَ شكوى.
غزالة بنت ناصر كانت الطفلة الصغيرة التي هربَ أبواها من زنجبار ليبحرا في أمواج المحيط الهندي العاتية قبل حرب الثورة التي قتل فيها العمانيون عام 1964. غزالة بنت ناصر هي المرأة التي طلقت ثم تزوجت أبي الذي يكبرها بأكثر من عشرينَ عاماً وهي لا تزال مراهقة. غزالة بنت ناصر هي المرأة التي لم تكمل الصف السادس ولكن أبناءها دخلوا جميعاً جامعة السلطان قابوس في تخصصات رفيعة. غزالة بنت ناصر كانت البنت الوحيدة لأبويها وهي التي وقفت على أمها/ جدتي المصابة بالصرع وكانت تقيم شؤون بيت أبيها وهي طفلة في عمر السابعة. كانت تقول لي دائماً/ أنا تعلمت الخباز وأنا بنت سبع. كانت أمي تحرق يدي في (الطوبج) لكي أتعلم بالألم كيف أخبز. أمي كانت المرأة التي لازمت جدي طوال إصابته بمرض سرطان الدم. كانت تنام كل ليلة عند رجليه حتى توفاهُ الله. وأمي التي عاشت الخوف من خالي المرحوم الذي عاش مصاباً بالذهان وكارهاً لأمي وجدتي حتى حاول غيرَ مرةٍ قتلهما لولا لطف الله. أمي هي التي احتضنت جدتي في رعايتها وأوصتنا حتى الأسبوع الماضي: إذا خذ الله أمانته، جدتكم تحطوها في عيونكم وحتى اللحظة التي جيء بها ميتة في غرفة جدتي قبل أيام. أمي هيَ التي عرفت في نزوى أنها أم أولاد جامعة السلطان قابوس وحيكت حولها الإشاعات أن هنالك واسطة خلف التحاقهم بها حيثُ التحق جميع أبنائها التسعة بجامعة السلطان قابوس وفي حقيقة الأمر كانت الواسطة الوحيدة لدى غزالة بنت ناصر هي غرسها لقيمة عظمى في أبنائها: قيمة تقدير العلم.
في غرفة الإنعاش، وبعد أن استعادت أمي نبضها في المرة الأولى التي أنعشوها فيها، كنت أتأمل المشهد والطاقم الطبي في مستشفى الجامعة يحاول إنعاش جسدها المنهك بشتى الطرق. خلعتِ الممرضة إسوارةٍ من يدها وسلمتني إياها قائلة: نحتاج لنزيلها.
تأملتُ الإسوارة وتداعت إليَّ الذكريات، كانت تلك الإسوارة هي أول هديةٍ اشتريتُها لأمي بعد فوزي بمهرجان الشعر حيثُ كان أول ما فعلته هو أن اشتريتُ إسوارة ومريَّة لأمي. ظلت أمي تلبس الإسوارة دائماً وهكذا الإسوارة حتى فاضت روحها إلى خالقها.
أنا أعرف أن شيئاً مما حكيتهُ عن أمي يشبه شيئاً من خصال أمهاتكم. ستجدون في سيرة أمي، سيرةَ أمهاتكم، أمهاتكم العُمانيات اللواتي حفرنَ فينا قيمَ السعي وجاهدنَ جهاد النفس رغم العازة والفقر وقلة العلم والحيلة.
ماتت أمي في ساعات الفجر الأولى من 13 رمضان 1445، ودعناها بقلوبٍ مكلومة بعد أن قضت أمانتها على الأرض. فاللهم أكرم نزلها وطيّب مرقدها واجبر كسرنا في فراقها. والحمدلله من قبل ومن بعد. إلى اللقاء يا أمي. إلى اللقاء يا حبيبتي.
عائشة السيفي





