عُمان تحتفل بيوم الزراعة العُماني لتعزيز استدامة القطاع ودعم الأمن الغذائي

مسقط في 29 أكتوبر /العُمانية/ تحتفل سلطنة عُمان بعد غدٍ بيوم الزراعة العُماني، الذي يصادف 31 أكتوبر من كل عام، بهدف ترسيخ الوعي المجتمعي بأهمية القطاع الزراعي ودوره في دعم الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل.

ويمتلك القطاع الزراعي في سلطنة عُمان نحو 5.5 مليون فدان من الأراضي الزراعية أو القابلة للاستصلاح، أي ما يعادل 7.5% من إجمالي مساحة البلاد، فيما بلغت المساحة المزروعة حتى نهاية عام 2024 نحو 312 ألف فدان. ويعمل في هذا القطاع أكثر من 256 ألف مواطن عُماني، وتضم السلطنة أكثر من 9 ملايين نخلة، إلى جانب 26 مركزًا ومحطة بحثية زراعية، و18 محجرًا زراعيًّا، و6 وحدات متخصصة في تربية نحل العسل.

وأكدت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أن جهودها ترتكز على نهج “الزراعة المبنية على المعرفة”، الذي أثمر عن تطوير سلالات محسّنة من المحاصيل ذات إنتاجية وجودة عالية ومقاومة للحرارة والجفاف، مثل أصناف القمح العُماني (وادي قريات 2010، وادي قريات 2026، وجبرين)، حيث تراوح إنتاجها بين 2 و2.5 طن للفدان.

ودعت الوزارة المزارعين إلى تبني أنظمة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط والرش، وتجميع مياه الأمطار، بما يسهم في تقليل الهدر المائي وتحسين كفاءة استخدام الموارد، إلى جانب تشجيع الزراعة المستدامة وتنويع المحاصيل وتربية سلالات مختلفة من الحيوانات للحفاظ على التنوع البيولوجي وتقليل الانبعاثات الكربونية.

كما أكدت الوزارة استمرار دعمها للمزارعين ضمن خططها التنموية الحالية والمستقبلية، من خلال المشاريع المشتركة مع صندوق التنمية الزراعية والسمكية ومؤسسات القطاع الخاص، إضافة إلى القروض الميسّرة التي يوفرها بنك التنمية العُماني، بما يعزز استدامة المزارع ورفع كفاءتها الإنتاجية وجودتها.

وأوضحت الوزارة أنها تواصل دعم مزارعي القمح عبر توفير التقاوي وخدمات الحصاد مجانًا، إلى جانب توزيع فسائل النخيل النسيجية وشتلات الفاكهة المحسّنة سنويًا. وخُصص خلال موسم 2025 / 2026 أكثر من 20 ألف فسيلة نخيل و81 ألف شتلة فاكهة محسّنة، كما يجري تنفيذ مشاريع جديدة مثل مشروع العنب بمحافظة شمال الشرقية، ومشروعي الزيتون والبقوليات في عدد من المحافظات.
وبيّنت الوزارة أن التغير المناخي أثّر في مواسم بعض المحاصيل نتيجة تغير نمط الأمطار وندرة المياه، مشيرة إلى أنها تعمل على إيجاد حلول مبتكرة مثل تجربة زراعة الأصناف المقاومة للجفاف والحرارة، والتوسع في الزراعة الذكية داخل الغرف المغلقة لإنتاج الورقيات على مدار العام، إضافة إلى توجيه المزارعين لتطبيق أنظمة الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.





