قطار الخير

  • سعيد بن مسعود المعشني

بالتوقيع على قرض تمويل شركة “حفيت للقطارات”، الشركة المشغلة لخط قطار الإمارات عمان أو عمان الإمارات، ينسج حبل سري جديد بين الشعبين الشقيقين اللذين خرجا من رحم واحد .
قطار الإخوة هذا ليس مشروعا عاديا، يمر عليه مرور الكرام. فهو لبنة جديدة تضاف إلى نسيج العلاقات المتينة بين أشقاء في الدم والعقيدة والتاريخ، صدف أن فصلت بينهم خطوط حدود وهمية، لا يتعدى معنى وجودها سوى رمزية فرضتها محددات وأعراف وقوانين دولية تتطلب وضع خطوط افتراضية فاصلة على خرائط من ورق.
هذه الخطوط المصطنعة، تتبخر بين الأشقاء وتختفي مع تواصل سلاسل جبال وتلال “حفيت” “وحتا”، التي لا يمكن إلا أن تتصل رغم كيد الحاسد، والجاهل، والحاقد، أين ما وجد، وكيفما كان انتمائه.
238 كلم هي مسافة الشريان الدافق الذي سيربط قلعة صحار التاريخية، رمز انطلاقة الدولة البوسعيدية العريقة، وقصر الحصن في أبوظبي مقر حكم الميامين من آل نهيان.
الخطوة الأخيرة، تأتي مكملة لما بدأ في مايو الماضي من ترسية العقود المدنية والإنشائية لتحالف مقاولين (عُماني – إماراتي)، قام ببدء الأعمال التحضيرية لتنفيذ الأعمال الإنشائية في بعض أجزاء المسار، مما يعكس – بحق – حرص القيادة في البلدين الشقيقين على وضع ما تم الاتفاق عليه موضع التنفيذ دون تسويف أو تأخير.
وبما أن المشروع نفسه يعد باكورة المشاريع التي ترمي إلى ربط دول مجلس التعاون الخليجي بشبكة سكك حديد واحدة، تسهل انتقال الأفراد والبضائع بكل يسر وسرعة وسهولة، فمن المؤكد أن بدء أعمال المشروع العماني الإماراتي، سيشجع بقية دول الخليج على تسريع تنفيذ خططها، حتى تكتمل الشبكة الخليجية الموعودة بما يخدم مسيرة البناء والازدهار التي تعيش دول الخليج أبهى عصورها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى