في ذكرى عيد الاتحاد إنجازات تتخطى عقارب الزمن
حمود بن علي الطوقي
كاتب / صحفي عماني
تأتي احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الثالث والخمسين هذا العام لتكون مناسبة للاحتفاء بمسيرة حافلة بالإنجازات التي تحققت بفضل القيادة الحكيمة لأبناء زايد. لقد سعت الإمارات منذ تأسيسها إلى تحقيق رفاهية شعبها وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، ما جعلها نموذجًا يُحتذى به في مجالات التنمية والابتكار والازدهار. وفي هذا العيد المجيد، نستذكر تلك القيم الراسخة التي تأسست عليها الإمارات، والتي انعكست في بصماتها الواضحة على مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية، لتصبح أحد أعمدة النهضة في المنطقة والعالم.إن هذا الاحتفال يتزامن مع حدث خليجي بارز، وهو انعقاد القمة الخليجية في دولة الكويت، ولا شك أن هذه الصدفة تضيف بُعدًا آخر إلى احتفالات الإمارات بعيدها الوطني، حيث تصبح مناسبة مزدوجة تجمع بين الاحتفاء الوطني والاحتفال الخليجي المشترك. تنعقد القمة وسط تطلعات وآمال كبيرة نحو تعزيز الوحدة الخليجية والحفاظ على مكتسبات مجلس التعاون الخليجي، الذي يمثل نموذجًا فريدًا للتعاون الإقليمي. هذه المناسبة تؤكد أهمية التلاحم والتكامل بين دول الخليج لتحقيق الاستقرار والازدهار المشترك لشعوب المنطقة.وفي هذا السياق، تأتي العلاقات العمانية الإماراتية كنموذج يُحتذى به للتعاون والتآزر الخليجي. لقد وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه العلاقات بأنها “أخوة متجذرة” تزداد رسوخًا مع مرور الزمن، وهو شعور متبادل يعكسه كذلك العمانيون تجاه أشقائهم في الإمارات. هذه العلاقات، التي تقوم على صلة القربى والمصاهرة والموروث الثقافي المشترك، تمثل اليوم جسدًا واحدًا ينبض بروح التعاون والمحبة.وتشهد العلاقات بين البلدين تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، حيث تعززت بروابط تاريخية ومبادرات مشتركة تُوِّجت بلجنة عليا مشتركة تأسست في مايو 1991 بعد الزيارة التاريخية للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى سلطنة عمان. ولا تزال هذه اللجنة تؤدي دورها في تعزيز التكامل الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين. ومع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إلى عمان، تُرسَم خارطة طريق جديدة للتعاون بين البلدين في مجالات مثل الطاقة المتجددة، الخدمات اللوجستية، الاستثمارات المشتركة، والتنمية المستدامة.إن الاحتفاء بعيد الاتحاد لدولة الإمارات في هذا العام ليس فقط احتفالًا بإنجازاتها الوطنية، بل هو أيضًا فرصة للتأكيد على عمق العلاقات الخليجية، وفي مقدمتها العلاقات العمانية الإماراتية التي تمثل ركيزة من ركائز الاستقرار والنماء في المنطقة. إنها علاقات تُجسد التكامل الخليجي بأبهى صوره، وتسير نحو آفاق أرحب من التعاون المشترك بما يحقق الخير والازدهار لشعوب المنطقة كافة.