حقيبة ورق.. تحية إجلال إلى كعبة المضيوم
حمود بن علي الطوقي
مع ذكرى احتفال الأشقاء في دولة قطر باليوم الوطني القطري الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر، نتوجه بالتهنئة إلى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وإلى الشعب القطري الشقيق بهذه المناسبة الغالية، سائلين الله أن يديم على دولة قطر حكومة وشعبًا نعمة الأمن والازدهار. يمثل هذا اليوم بالنسبة للأشقاء في دولة قطر محطة سنوية مهمة للاحتفال بمسيرة الدولة المشرقة وإنجازاتها التي أصبحت مصدر فخر ليس للمواطن القطري فحسب بل لكل مواطن خليجي. وتأتي احتفالات هذا العام لتؤكد على القيم الوطنية التي قامت عليها دولة قطر، وعلى رؤية قيادتها الحكيمة في تحقيق التقدم والرخاء، والتي انعكست في مشاريعها التنموية وإنجازاتها العالمية.
ونستحضر هنا في سلطنة عُمان العلاقات المتميزة بين البلدين، التي لطالما تميزت بروابط أخوية راسخة وتعاون مشترك على مختلف الأصعدة. ومن أبرز المحطات التي جسدت هذه العلاقة الوثيقة، زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – إلى الدوحة، في نوفمبر 2021، تلبية لدعوة كريمة من أخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر.
كانت تلك الزيارة علامة فارقة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث وصفتها وسائل الإعلام القطرية بأنها زيارة تاريخية حملت في طياتها الكثير من الأبعاد الاستراتيجية والرؤى المستقبلية المشتركة. وقد أثمرت هذه الزيارة عن توقيع حزمة من الاتفاقيات المهمة التي شملت مجالات متعددة، من التعاون العسكري إلى الاستثمار والسياحة والنقل البحري.
ومن أبرز هذه الشراكات الناجحة، مشروع شركة “كروة” القطرية العمانية التي تتخذ من المنطقة الاقتصادية بالدقم مقرًا لها، حيث دشنت أول حافلة تحمل العلامة التجارية “سلام”. هذا المشروع يعد نموذجًا يحتذى به في التعاون الاقتصادي، إذ يجمع بين الخبرات القطرية والإمكانات اللوجستية العمانية، ويستهدف إنتاج 500 حافلة سنويًا في مراحله الأولى، مع آفاق توسعية تخدم الأسواق الإقليمية والدولية.
ولعل من أهم المحطات التي أظهرت قدرة قطر الفريدة على الإبداع والتأثير عالميًا، استضافتها لمونديال 2022، الذي وصف بأنه من أجمل بطولات كأس العالم على الإطلاق. لقد أبهرت قطر العالم بتنظيم استثنائي جمع بين الأصالة العربية والابتكار الحديث، حيث أثبتت قدرتها على تقديم تجربة رياضية وثقافية متكاملة، ترسخت في ذاكرة العالم. هذا الإنجاز التاريخي لا يمثل فخرًا لقطر فقط، بل هو فخر خليجي عربي مشترك يعكس روح العمل الجماعي والطموح الإقليمي.
إن العلاقات العمانية القطرية ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من الأخوة والتعاون المشترك، ويظل البلدان نموذجًا للعمل الخليجي المشترك الذي يعكس تطلعات الشعوب ويعزز استقرار المنطقة وازدهارها.
وفي ختام حديثي، وبصفتي صحفيًا سبق أن زرت دولة قطر في مناسبات مختلفة، أستطيع أن أؤكد أن ما تحقق في قطر على مختلف الأصعدة يُعد إنجازًا استثنائيًا يشهد له القاصي والداني. في كل زيارة كنت أجد تطورًا لافتًا وإنجازات تسابق الزمن، سواء في البنية التحتية، أو في مشاريع التنمية المستدامة، أو حتى في الجوانب الثقافية والرياضية التي جعلت من قطر وجهة عالمية بامتياز. هذه النجاحات ليست وليدة الصدفة، بل هي نتاج رؤية ثاقبة وقيادة حكيمة تؤمن بالاستثمار في الإنسان قبل المكان.
ختاما نقول تحية إعزاز وتقدير لدولة قطر الشقيقة، “كعبة المضيوم”، التي نجحت في أن تكون منارة للأمل والتقدم، ومصدر إلهام لكل من يسعى لتحقيق المستحيل. ونسأل الله أن يديم عليها وعلى شعبها الأمن والرخاء، وأن تبقى دائمًا نموذجًا يُحتذى به على المستوى الخليجي والعالمي.