“أولاد النانيز”

سعيد بن مسعود المعشني
لا يوجد لدي موقف شخصي تجاه “النانيز” أو أبناء “النانيز”، فأنا كنتُ ولا أزال أعتبر نفسي نصيرًا للمرأة العاملة، من أي مكان أتت، ولأي جنسية انتمت. غير أن هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا العُماني، والتي بدأت مع نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، أصبحنا اليوم نلمس نتائجها، ونحن نتحدث إلى جيل من الأبناء والبنات الذين تربّوا على أيدي العاملات الوافدات، أو ما يُسمّى بلغة جيل “واي” و”زد” بـ”النانيز”.المربيات، أو “النانيز”، كنّ حكرًا على فئة معينة لديها القدرة المالية على توفير مربية لكل طفل يولد. ولأن أكثر هؤلاء من علية القوم، فيمكننا، استنتاجًا، أن نقول بأريحية تامة، استنادًا إلى ما جرت عليه العادة، إن عددًا لا بأس به ممن هم في سن ومواقع صنع القرار الآن، سواء في الإدارة أو التجارة، ينتمون إلى هذه الفئة. فقد أورث الآباءُ الأبناءَ المناصب والمال، ونسوا أو أهملوا تعريف من خلّفوا بالعُرف والعادة، ومراعاة أدب الكلام والتصرّف في مجالس الرجال.أبناء “النانيز” — لا حكمَ اللهُ رقابَ العبادِ بأيديهم — يعانون نزغًا في الخُلق، وضعفًا في الدين والمعتقد. لا يوقّرون كبيرًا، ولا يرحمون صغيرًا، وليس لهم — إلا ما ندر — عهدٌ أو ملة. تخاطب أحدهم، فتراه وكأنّما به مسٌّ من الشيطان، فيرعد ويزبد، ويُخرج كل عقد النقص المتراكمة لديه، والتي لازمته منذ نشأته، والناتجة عن فقدانه العطف والحنان، لينفث غيظه وغضبه وشعوره بالنقص أمام كل من يقابله أو يتحدث إليه.فإذا قابلتَ يومًا أحدًا من أبناء “النانيز”، أوصيك بالمعوّذات، فهنّ ماحقات لكل خبيث، واقيات من كل شر. ولا حول ولا قوة إلا بالله.