خواطر من أروقة معرض مسقط الدولي للكتاب ٢٨

محمد بن عامر العيسري
باحث عماني
🔹️انفضّ سامر النسخة الثامنة والعشرين من معرض مسقط الدولي للكتاب، على أمل تجدد اللقاء في الثالث والعشرين من ابريل ٢٠٢٥ نتيجة زحف شهر رمضان نحو الشتاء، وكم سيفتقد جمهور المعرض أجواء فبراير اللطيفة التي اعتاد عليها سنين طويلة، وربما لن يرجع الموعد إلى حيث كان عليه إلا بعد سنين لا تقل عن خمس.
🔸️إعلان محافظة شمال الشرقية ضيف شرف الدورة القادمة (٢٩) ليس فيه جديد سوى الاقتراب من نهاية “قائمة المحافظات” لتحل الوسطى في الخاتمة ضيف شرف الدورة (٣٠) في ابريل ٢٠٢٦ في احتفائيات آنيّة تقليدية لا تضيف جديدا فيما أحسب، وعسى أن يتبوأ معرض مسقط مكانه بين المعارض الدولية التي تضيف الدول بكتبها وكتّابها وأعلامها ووجهها الحضاري ومنجزها الثقافي.
🔹️ليس سراً أن نقول إن كتاب (جوهر النظام) لنور الدين السالمي، بطبعته الجديدة قد تربع على عرش الكتب الأكثر مبيعا، فقد بيعت منه ١٠٠٠ نسخة ونفد المخزون قبل انقضاء أيام المعرض، وحسب الناشر (مكتبة خزائن الآثار) فإن الكمية الجديدة المنتظر وصولها في الأيام القادمة جزء منها محجوز.
🔸️أبرز أعمال وزارة الثقافة التي شهدها المعرض إصدار الموسوعة العمانية للناشئة، وتدشين نظام #آفاق_المعرفة لمصادر المعرفة بالمراكز الثقافية والمكتبات.
🔹️من زاوية تقنية: محرك البحث عن الكتب ما يزال ضعيفا، وتطويره يجري بخطى وئيدة، وليس ثمة خارطة للمعرض ترشد الزائرين إلى مواقع منصات الناشرين. ومن جهة أخرى: الدفع الإلكتروني تعتريه مشكلات فنية، ولم تنجح إدارة المعرض حتى الآن في إلزام المشاركين بتوفره، بل العجيب أن وزارة الثقافة لم يتوفر في منصتها خيار الدفع الإلكتروني. كل هذا قد حدث رغم تصريح مدير المعرض بأن هذه الدورة كانت “بروح الذكاء الاصطناعي”.
🔸️كان معالي وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسية للمعرض زائرا ومتجولا يوميا بالمعرض، وكان القدر أن نلتقي في أول ساعة قبيل الافتتاح مساء الأربعاء ٢١ فبراير وفي آخر ساعة مساء السبت ٢ مارس، وقد جرني إلى حديث عن أرشيف الصحافة والتحديات في سبيل الإفادة منه.
🔹️سعدتُ بإلإعلان عن (المسابقة الوطنية للقراءة) الذي جاء في حفل الختام أكثر من سعادتي باختيار محافظة شمال الشرقية التي تتوسطها بلدي إبرا لتكون ضيف شرف المعرض القادم، وأرى أن على أهالي ولايات المحافظة أن يسعوا إلى بلوغ الصدارة، وبذلك لن يضيرهم أن جاءت المحافظة في ذيل القائمة من حيث الترتيب الزمني.
🔸️أعجبني كثيرا ما جرى في حديقة مركز المعارض من فتح المساحة للباعة وأصحاب الأكشاك والمقاهي، وأعجبتني منصات الفنون والمساحات الترفيهية للأطفال.
🔹️في منصة وزارة الثقافة وبمبادرة من بدرية الوهيبية عُرِضت لأول مرة كتب قديمة منسية في مخازن الوزارة منها أول ببليوجرافيا لمصادر تاريخ وحضارة عمان صدرت بالانجليزية عام ١٩٨٠ بتقديم وإشراف السيد فيصل بن علي آل سعيد وزير التراث الأسبق، ومنها كتاب مصور صدر في الثمانينيات به صور قديمة نادرة من قرى وبلدات عمانية مختلفة، وكتاب بالانجليزية عن السيد سعيد بن سلطان.
🔸️في منصة المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وجدت احتفاء بالزوار ومصادر مهمة متاحة رقميا بالمجان عبر موقع المركز، وسألتهم عن أقدم المؤشرات الثقافية في الأرشيف فقيل لي: إن أقدم كتاب إحصائي سنوي لجميع المؤشرات صدر عام ١٩٧٣ وهو معروض بالمنصة، قلت لهم: هذا الكتاب عندي نسخة أصلية منه اقتنيتها قبل سنين من معرض للكتب المستعملة، ثم استطردتُ: أول ذكر لمشروع “المجمع الثقافي” كان في كتاب صدر عن “مجلس التنمية” وفيه تفاصيل الخطة الخمسية الثانية ١٩٨١-١٩٨٥م وكان من المقرر إقامته في بيت الفلج.
🔹️في منصة مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم وجدت كتاباً أراه أول مرة، وفيه مجموعة أبحاث من بينها بحث شاركتُ به في ندوة أقامها المركز قبل ١٣ عاما.
🔸️في جانب الناشرين المصريين بحثت عن منصة دار الكتب والوثائق القومية، وعن منصة المركز القومي للترجمة ولم أجدهما.
🔹️في هذه الدورة عادت إلى منصات العرض دار العلم للملايين بعد أن غابت في الدورة الفائتة.
🔸️شهدت منصة دار ابن حزم نفاد جملة مؤلفات وتحقيقات العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر، وتحقيقات الأستاذ عبدالسلام هارون لكتب الجاحظ.
🔹️المنصة الوحيدة التي رأيتها من اليمن السعيد مركز تريم للدراسات والنشر – المكتبة الحضرمية، وقد اقتنيت منها جملة من الكتب، منها كتاب (صوفيو وعلماء البحار – الشبكات والعلاقات الأسرية في شرق إفريقيا) للباحثة آن. ك. بانج، بترجمة د. عبدالله بن عبدالرحمن الكاف.
🔸️اعتدت أن اعرّج على منصة دار الثقافة- لبنان مع الأستاذ أيمن عبدالواحد الذي يتحفنا في كل عام بشحنة من الكتب والمطبوعات القديمة والنادرة، منها بعض مطبوعات العراق ومعهد التراث العربي بسوريا ومعهد المخطوطات العربية بالقاهرة وأشتات من الكتب والمجلات القديمة، وفي كل مرة أرجع بصيد ثمين.
🔹️عبثاً حاول أحدهم إقناعي باقتناء رواية من بين كومة روايات .. قلت له: لا أحب الروايات ولا هي تعرفني، ولكل وجهة هو موليها.
🔸️في منصة دار صادر تركت صغيري غسان ذي السنين السبع يتحدث إلى الأستاذ فضل الذي عرفناه في المنصة ذاتها منذ أكثر من ربع قرن.
🔹️في جناح دار سؤال افتقدت الأستاذ إيهاب الذي عرفته منذ سنين منذ أن كان في منصة مركز دراسات الوحدة العربية، فقيل لي بأن عارضًا منعه في آخر لحظة من السفر إلى مسقط.
🔸️في منصة مركز ذاكرة عمان استقبلنا مختلف الأطياف من زوار المعرض من بلادنا ومن شتى البلاد العربية، وكان معالي وزير الإعلام في طليعة الزائرين مع راعي حفل الافتتاح، ثم من أواخر الزائرين في الساعة الأخيرة من المعرض، وتخلل ذلك زيارات أخرى.
تلقينا طلبات كثيرة من لدن الباحثين والمهتمين وعموم القراء، وجلسنا إلى كثير منهم في المنصة، كما تقاطر جملة من الناشرين من دول عدة بحثا وسؤالا وتواصلا، وأحسب أن تلك الليالي من السنة من أسعد الليالي، وقد شهدت الأخيرة منها تداول شيء من أوراق ملف تأسيس (الجمعية العمانية للناشرين).
🔹️كان كتاب (خزائن المخطوطات في عمان) لأستاذنا فهد بن علي السعدي، وكتاب (المخطوط العماني-التاريخ والتقاليد) أكثر إصدارات مركز ذاكرة عمان مبيعًا في هذه الدورة.
🔸️آخر ما حملتُه في الساعة الأخيرة من المعرض كتابان أخذتهما للصغار: (ديوان العرب للأطفال) من منصة مجموعة العيسري، و(المرأة التي أنقذت مكتبة البصرة) من دار هاشيت أنطوان.
انتهى.





