منتهى الوقاحة والسفالة والسفاهة

حمود بن علي الطوقي

من المؤسف أن تطالعنا بين الحين والآخر بعض الأقلام والتغريدات واللقاءات التي تُصرّ على وصم حركات المقاومة في فلسطين بالإرهاب، وأن تُظهر الفرح والشماتة عند استشهاد أحد أبطالها. ولا شك أن هذا السلوك يثير الاستغراب والمرارة معًا، خصوصًا حين يصدر عن أشخاص يُحسبون على العروبة والإسلام، وكأن قلوبهم قد تحجّرت حتى غابت عنها أبسط معاني الأخوة والإنسانية.
لقد مرّ أكثر من ٧٠٠ يوم على السابع من أكتوبر، وما زال شعب غزة الأعزل يقاوم وحده آلة العدوان، بينما يشاهد العالم بأسره المجازر اليومية التي تُرتكب في حقه، ويدرك أن ما يجري هو خرق صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية. وفي المقابل، كان المنتظر من العرب والمسلمين أن يقفوا صفًا واحدًا في نصرة أشقائهم، أو على الأقل أن يكتفوا بالدعاء والكلمة الصادقة، لا أن ينجرّ بعضهم خلف خطاب متصهين يبارك القتل ويحتفي بالدماء.
إن ما يبعث على الأسى أن أصواتًا من بيننا تردد صدى العدو، بينما نرى أحرار العالم – بمختلف دياناتهم وألوانهم – يستنكرون هذا العدوان الغاشم ويجاهرون برفضه. فأي مفارقة أكبر من أن يتخلى القريب بينما يقف الغريب موقف النصرة والحق؟

ورغم ارتفاع أعداد الشهداء، ولجوء العدو الغاشم إلى التهجير القسري والتجويع والقتل الجماعي وتدمير البنية التحتية، فإن النصر قادم لا محالة، لأنه وعد الله لعباده المؤمنين، ووالله لا يُخلف وعده.

إن القضية الفلسطينية ستظل راسخة في وجدان الأمة، والمقاومة ستبقى عنوانًا للشرف والكرامة، مهما حاولت بعض الأصوات النشاز تشويه صورتها. وأقول لهؤلاء: لا تشمتوا بأبطال غزة، ولا تفرحوا باستشهاد رجالها، فهم الذين قدّموا دماءهم وأرواحهم دفاعًا عن كرامة الأمة كلها. واعلموا أن الأيام دول، وأن الله يمهل ولا يهمل.

زر الذهاب إلى الأعلى