إلــى غَـزِيَّــةَ الأُمّـــة

شعر: ذياب بن صخر العامريّ

غَزيّةُ لا تـَـجهَلــي وارشُدي
ولا تُذْعِنـــي لــلزّمــانِ الــرّدي
ولا تـخْنـعي الدّهْرَ أضحوكةً
وألـــعوبةَ الـــعابــثِ الــمُفْــسِدِ
ولا تـقنـعي بـسُفـوحِ الـجبالِ
ولـــكنْ إلى هــامــها إصــعدي
ولا تُثْبـطي الـعزْمَ بـلْ طالبي
بـــحَقّكِ مـــن بــابــهِ الــمُوصَدِ
إذا مـا ادّعى الـخصـمُ أنّ لـهُ
حـــقوقـــاً بـــسَهــلِكِ والــفَدفَدِ
فلا تَـستـكيـني لـهُ وادحَضي
مَزاعــــــــمَهُ دائمــــــــاً فَنّدي
ولا تـعقدي الصّلحَ في لحظةٍ
من الضَّعْفِ بل ناوري في الغدِ
فَرُبّ غــدٍ سـوفَ يـبدو أغـرَّ
مـــنَ الـــيوم ذي زِيّهِ الأســودِ
وقــولـي لـقومـك لا يُعْلـنونَ
سلامـاً مـع الـغاصـبِ الـمعتدي
إلى أن يُعــــيدَ لـــنا قُدْسَنـــا
بــأجــراسِهــا ومَدى الـمسـجدِ
إلى أن يَعــــــــودَ إلى رُشْدِهِ
وإلاّ فَصــدّي الــعدا واصـمدي
وضُمّي صفوفَ الرّجالِ ففي
اتّحـــادِكِ مَسْعىً إلى الـــفرقــدِ
وَحُثّي خُطــــاكِ إلى وحـــدةٍ
تُعــيدُ الــتّضـامُنَ كـي تَسـعَدي
وإيـــــاكِ إيّاكِ أنْ تَــــنثَــــني
قـــــــــــــناتُكِ، إيّاكِ أن تَهْمُدي
ولا تَـطمئني لقولِ (المُرابي)
وقـول (الـمُخـاتـلِ) و(الـمُوفَدِ)
ولا تـــــخْدَعَنّكِ أُطــــروحةٌ
وَنُصْحٌ مــن (الــحاقــدِ الأنـكَدِ)
فَشــتّانَ بـينَ نَصـيحةِ سـوءٍ
ونُصْحٍ مـنَ الـمُخلصِ المُسْعِدِ
وبــالــعلــم فــاتّشـحي دائمـاً
دعـي الـبخـتَ طـالـعُهُ فـي الـيَدِ
فـبالعلمِ تَرقٰى جميعُ الشّعوبِ
بُـــروجَ الــعُلا لا بِبُرْجِ الــجَدي

غََزيّــةُ إنّي أرى بــــارقــــــاً
وراء سَحــــــابِكِ والأنْجُدِ
يُبَشّرنــا بــانــقشــاعِ الـظّلامِ
وإنّا مَعَ الفجرِ في موعدِ
سَنمضي بِهَدْيِ سَناكِ سِراعاً
لـتحـقيقِ وَحْدتِنا فاشْهَدي
وَقَدْ أجْمَعَ الــــــــخَلْقُ أمْرَهُمُ
فَــــــــــآنَ الأوانُ لِتَتّحِدي

زر الذهاب إلى الأعلى