كيفية إدارة وتنمية المحافظات؟ .. ننتظر النتائج!

حمود بن علي الطوقي

تنقسم سلطنة عمان إلى إحدى عشرة محافظة، وتلك المحافظات قُسِّمت أيضا إلى 61 ولاية، وكل محافظة لها مركز واحد أوأكثر، بإجمالي 12 مركزاً. وقد خصصت لهذه المحافظات مكرمة بتخصيص ٢٠ مليون ريال لكل محافظة.
كيف ستقسم ال ٢٠ مليون ريال المخصصة لتنمية المحافظات هل ستوجه المبالغ لمراكز المحافظات) آو سيكون هناك نصيب للولايات التابعة لكل محافظة؟
وجميعنا يعلم أن كل المحافظات العمانية تكتسب بتنوع فريد في طبيعتها وتظاريسها مما يجعل كل محافظة تنفرد عن غيرها بقيمة جمالية وابداعية هي هبة من الله سبحانه وتعالى ولعل ما يميز المحافطات العمانية هو ذلك الارتباط الوثيق والانتماء بين المواطنيين وهذه البقعة من الأرض العمانية.

وقد ازدادت مكانة المحافظات العمانية برفع مستواها خلال المراسيم السلطانية الاخيرة مما جعل لهذه المحافظات مكانة لا تقل شأنا عن مكانة محافطة مسقط حيث العاصمة الادارية للبلاد . الحديث عن المحافطات يأخذ منحنى مهما إذا اعتبرنا أن كل محافظة وما تنضوي إليها من الولايات والقرى هي بمثابة كنوز مدفونة نظرا لما تحمل هذه القرى والولايات من إرث حضاري وتراثي يعكس المكانة التاريخية لبلادنا ، لهذا فإن المحافظات سوف تأخذ شكلا جديدا في تحقيق التنمية المستدامة، لتبرز المحافظات العمانية كقيمة جمالية في دعم التوجهات الحكومية لتكون أحد أهم مناطق الجذب السياحي للمواطن والمقيم وحتى السائح .
إن هذا التوجه الجديد نحو تنمية المحافظات يكمن في ترجمة مطالب رؤية عمان ٢٠٤٠ ، وهذه رؤية طموحة ومهمة لتحقيق الاستراتيجية السياحية والاقتصادية والتي من شأن هذه الاستراتيجية أن تقود هذه المحافظات إلى تحقيق النمو المنشود وفق رؤية ، بأن تتحوّل المحافطات للتنافس فيما بينها لكسب الرهان بانها قادرة ان تكون بيئة خصبة للتنمية باقامة المشاريع المختلفة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن .
ولكن كيف يمكن أن تحقق المناطق والولايات والقرى النجاح المنشود في ظل أدنى مستوى الخدمات الأساسية هنا يجب أن نؤكد أن لابد أن تتدخل الحكومة الرشيدة بتخصيص ما نسبته ١٠٪ على أقل تقدير من موازنة المحافظات لإقامة وإنشاء المرافق العامة، لرفع مستوى الخدمات في المواقع السياحية وأماكن التخييم فقد شاهدنا المقاطع المتداولة والمنتشرة عن تفرد بلادنا بأماكن سياحية ليس لها مثيل . لهذا يجب أن تتحول هذه الأماكن الى مناطق جذب السياحة ويجب على أبناء هذه المحافظات العمل على إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة وبدعم من الحكومة تعمل هذه الشركات في دعم جهود الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة.
محافظاتنا المختلفة حباها الله فعلينا كمواطنيين أن نحافظ عليها ونساهم في تنميتها ونقدم افكارا التي تجعل من مناطقنا المختلفة مزارا سياحيا ، نريد أن نرى الحارات العمانية القديمة وقد أصبحت مزارا يقصدها المواطن والمقيم ونريد أن تفتح القلاع والحصون أمام الزوار ليتعرف عليها ابناءنا وكل من يزور بلدنا الجميل . نريد أن ننشئ جيلا يعي بأهمية غرسة ثقافة المواطنة .
نريد أن نرى الشركات في هذه المحافظات تركز على نشاطها في اقامة المشاريع والمنتجعات السياحية وتقوم بادارة هذه المواقع السياحية والتراثية بمهنية عالية و تقديم الجودة في الخدمة السياحية ، نريد ان نرى العيون المائيية الكبريتية المنتشرة في ولاياتنا وقرانا وقد اصبحت مصدر للجذب السياحي حيث يقصدها القاصي والداني ، نريد ان نرى المحافظات وقد شمرت عن ايديها للتنافس فيما بينها لتقديم خدمات منتقاه تنعش الحركة السياحية . نريد أن نرى سياحية تندرج تحت فكر صناعة السياحة لكي نحقق لهذا القطاع موردا هاما يساهم في رفد الاقتصاد الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى