من أعلام ولاية إبراء.. صفحة من حياة المعلم سيف الشكيري

بقلم / عامر بن سالم الشكيري – ولاية ابراء

المعلم سيف بن سعيد بن محمد بن سليّم الشكيري ولد في ولإية إبراء عام 1896م تقريباً في قرية سفالة إبراء وتوفي عام 2003م ، حيث كان في حياته أنار قريتة حينا من الدهر وقد قدم من خالص الأعمال وجليل الأفعال فتولى – رحمه الله- دوره الفعال والإيجابي في تعليم القرآن الكريم في سبلة المستريحه التي كانت مجلساً لقبيلة الشكيريين ، ووضعها مدرسة لحلقات تعليم القرآن الكريم.

إن المعارف الحقيقية للعيش البسيط في بداية القرن التاسع عشر الميلادي عموماً و في سلطنة عُمان خصوصاً يدرك حقيقة وصعوبة ما يعرفه الإنسان العُماني لضمان لقمة العيش، فضلاً عن تعليم القرآن الكريم والإنفاق في سبيله فالمعاناه كانت في ذلك الوقت كبيره لتحقيق أبسط المطالب في الحياه، ورغم كل هذا كان المعلم سيف-رحمه الله- تحدى الظروف منذ بداية عمره وقبل بلوغه سن التكليف فكان يذهب إلى كتاتيب الحاره حافي القدمين، رث الثياب، كبعض من أبناء ذلك الجيل المخضرم، حيث لا بديل لطالب العلم عن مدارس القرآن الكريم ، حينها ، فليست هناك مدارس حكومية، ولا شهادات أكاديمية بل هناك عزيمة وإرادة قويه ، فلازم المدرسة القرآنية فنهل عليه من أنهارها العذبه.

إن المعلم سيف-رحمه الله- قد عاشره المعلم سعيد بن عبدالله بن غابش النوفلي الحبشي والمعلم رشيد بن علي الضاوي والمعلم يعقوب بن سالم البراشدي وغيرهم من معلمين القرآن في الولاية- رحمهم الله- وقد وقف على اثراته بعض من جوانب العلم فنال شرف تعليمه عدة معلمين منهم الشيخ خالد بن سعيد بن أحمد البرواني- رحمهم الله- فقد تعلم منهم الخلق الرفيعة والأدب المتين والعلوم الأصلية، والعادات الحسنه والنبيله، ونال أيضاً شرف الصحبة وكرم المحبة فحتم الذكر الحكيم، ودرس على يديهم كتاب تلقين الصبيان، وجوهر النظام للعلامة الشيخ نور الدين السالمي، وملحمه الإعراب وغيرها كثيره، كما تحمل بعض المسؤوليات الدينية فقد كان مؤذناً ،وإماماً للصلوات الخمس، وصلاة العيدين، ويقوم بإداء خطبة الجمعة، وكذلك أيضاً صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك من كل عام، ويقوم بالإشراف على كل المناسبات الدينية، كما تولى وكالة أموال الوقف في بعض المساجد بسفالة إبراء، ووقف أموال الخضراء والأفلاج ورمّ ، فقد شهد له من عاشره – رحمهم الله جميعاً- بالحفاظ عليها وصيانتها وتعميرها وكما تولى المعلم سيف- رحمه الله- على جني حصاد النخيل وبيع تمورها وثمار الليمون وغيرها بالمزايدة والمعروف في سفالة إبراء بطناء ، وفيه يحضر الأهالي للبيع والشراء ويقتصر دور المعلم سيف في حدود أموال الوقف والإشراف عليها التي يوكّل عليها وتسلّم له المبالغ فيحافظ عليها ويستثمرها في خدمة الوقف وما وقفت له ، وكان مساعده أبنه المعلم حمود بن سيف الذي استخلفه على جميع حسابات أموال الوقف ومتابعتها كما كان له دور كبير جداً في كتابة الصكوك التي تخص الدين والبيع والميراث والوصية وغيرها.

ختاما: اقترح لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، بعمل وفتح مدارس قرآن كريم في كل قرية من قرى سلطنة عُمان الحبيبة حتى يعم تعليم القرآن الكريم وتدريس علومه، وعمل برامج تشرف عليها الوزارة مثل تعليم القاعدة البغداديه والقاعدة النورانية وقاعدة نور البيان المتطورة وتعليم تجويد القرآن الكريم وغيرها من القواعد، ونسأل التوفيق والسداد والله ولي التوفيق.

زر الذهاب إلى الأعلى