العيد في زمن الطيبين – 2

الزمان: الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين
المكان: مطرح ووطيةالاستعداد للعيد
أول يوم العيد فرحة العيدية
أطباق العيد
أول يوم العيد
في صبيحة اليوم الأول من العيد، وقبل الشروق، كنا نذهب إلى مسلخ بسيط ثبت مؤقتاً أمام منزل المرحوم الحاج قمر سلطان والمطل على واجهة البحر في مطرح. وما زال هذا المنزل إلى الآن قائماً ولكن في حلّة جديدة.كان المسلخ البسيط عبارة عن عمودين من الخشب قائمين، وبينهما عمود ثالث يربط بإحكام بحبل في النهاية العليا من العمودين. فتكون الأعمدة الثلاثة متماسكة ببعضها ومثبتة القائمة منها بالأرض الترابية، فلم تكن تتحرك أبداً. وعلى العمود المستقيم كانت هناك عدة حبال تتدلى ليعلق فيها الكبش بعد أن يكون الجزار قد أتى عليه أولاً بالسكينة الحادة.كنا نشاهد هذا المشهد الذي كان يتكرر فقط من عيد إلى عيد، وليس في غيرها من الأيام. كانت رمال البحر تتلطخ بالدماء العبيطة، وبعد دقائق لا تجد لها أثراً إلا النذر القليل المتبقي على حبات رمل البحر. وإن كان المدّ قريباً من البيوت، فكانت الأمواج تمسح تلك الدماء ولا تبقي لها أثراً.وبعد أن أقضي بعض الوقت هنا لمشاهدة المسلخ، كنا نذهب إلى المسجد المطل على الشريط البحري، وقد تجمع هنا كل من أعرفهم صغاراً وكباراً. وبإمامة والدي، كنا نصلي صلاة العيد، والذي كان إماماً وعالم دين لهم جميعاً.وبعد الانتهاء من صلاة العيد، كان يذهب كل شخص إلى منزله، وبعد ذلك نذهب لزيارة الأهل والأقارب والأصحاب.فرحة العيديةكنتُ أنا ومن في عمري نحصل على العيدية التي كانت بيسات قليلة لا تتعدى العشرة منها. وأتذكر أن جارنا المرحوم الحاج جعفر حسن كان يغدق على كل أولاده ريالاً فضياً من ماريا تيريزا، وكان هذا مبلغاً كبيراً لا يحصل عليه من الصبية والصبايا إلا من كان والدهم من ذي مال وجاه.د. حسن الموسوي
كتب في:غرّة شوال 1443 هـ2 من مايو 2022 م