سلطنة عُمان تشارك في المؤتمر العام الثالث والأربعين لليونسكو بسمرقند

سمرقند في الأول من نوفمبر /العُمانية/ تشارك سلطنة عُمان في أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي تستضيفها مدينة سمرقند في جمهورية أوزبكستان خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 13 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة من الدول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وترأست وفد سلطنة عُمان معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ورئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، حيث ألقت كلمة السلطنة في الجلسة العامة للمؤتمر، نقلت خلالها تحيات حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم /حفظه الله ورعاه/، وتمنياته بنجاح أعمال المؤتمر وتحقيق أهدافه الإنسانية والعلمية النبيلة.

وأعربت معاليها عن شكرها لجمهورية أوزبكستان على استضافة الحدث، ولليونسكو على جهودها في تعزيز الحوار والسلام وحماية التراث الإنساني، مشيرة إلى أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تحديات إنسانية وأمنية متزايدة، أبرزها المأساة الإنسانية في غزة التي طالت مقومات الحياة الأساسية. وأكدت معاليها دعم سلطنة عُمان للجهود الدولية الرامية إلى تثبيت وقف إطلاق النار وضمان استدامته، داعيةً اليونسكو إلى تكثيف جهودها في حماية المؤسسات التعليمية والممتلكات الثقافية وتعزيز الحوار والتفاهم بين الشعوب.

وفي الجانب التربوي، أوضحت معاليها أن سلطنة عُمان طوّرت سياسات التعليم الدامج ووسّعت نطاق التعليم المهني والتقني بما يلبي احتياجات سوق العمل، كما تولي اهتمامًا خاصًا بتأهيل المعلمين، إذ تستعد مطلع عام 2026م لإطلاق المؤتمر الدولي الأول لمهنة التعليم في الشرق الأوسط تحت عنوان “تعليم مستدام في عصر الذكاء الاصطناعي”، بالتعاون مع منظمات إقليمية ودولية.

كما استعرضت معاليها جهود سلطنة عُمان في تطوير التعليم العالي وتعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار، وتوسيع الشراكات الأكاديمية، بما في ذلك التعاون مع شبكة اليونسكو للكراسي الجامعية.

وفي قطاع العلوم، أكدت معاليها التزام السلطنة بالتحول نحو اقتصاد مستدام منخفض الانبعاثات، وسعيها لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050، من خلال مشروعات استراتيجية في مجالات الطاقة المتجددة ومواجهة التغير المناخي، إضافة إلى تسجيل محميتي الجبل الأخضر والسرين ضمن شبكة اليونسكو العالمية للمحميات الحيوية.

أما في المجال الثقافي، فأشارت معاليها إلى أن سلطنة عُمان تولي اهتمامًا كبيرًا بصون التراث الثقافي وتطوير الصناعات الإبداعية وتعزيز قيم التسامح والحوار، منوهةً بتسجيل “سفينة شباب عُمان للسلام والحوار الثقافي المستدام” ضمن أفضل ممارسات صون التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.

كما تناولت معاليها الجهود الوطنية في تعزيز البيئة الرقمية، من خلال تنفيذ رؤية “عُمان 2040” التي ركزت على الابتكار والتحول الرقمي، عبر إطلاق السياسة الوطنية لحوكمة الذكاء الاصطناعي وتدشين مركز الثورة الصناعية الرابعة.

وأكدت وزيرة التربية والتعليم أن سلطنة عُمان تعمل على تعزيز الوعي الإعلامي لمواجهة التحديات الرقمية، حيث أصدرت قانونًا لتنظيم المحتوى الرقمي وضمان الشفافية وحماية الخصوصية، انسجامًا مع توصيات اليونسكو حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والمعلوماتية الإعلامية.

من جانبها، أوضحت سعادة السفيرة آمنة بنت سالم البلوشية، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، أن السلطنة تسهم من خلال عضويتها في المجلس التنفيذي للمنظمة في رسم السياسات العامة، وقد مثلت الدول العربية لمدة عامين كنائب لرئيس المجلس التنفيذي.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر كلمات لرئيسة الدورة السابقة، ورئيسة المجلس التنفيذي، والمديرة العامة لليونسكو، إلى جانب انتخاب رئيس المؤتمر العام ونوابه، وتشكيل اللجان المتخصصة، وتنصيب معالي الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا للمنظمة كأول عربي يتولى هذا المنصب في تاريخها.

وضمّ وفد سلطنة عُمان المشارك سعادة السفيرة آمنة بنت سالم البلوشية، وسعادة السفيرة السيدة وفاء بنت جبر البوسعيدية سفيرة السلطنة لدى أوزبكستان، وأمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وعددًا من المستشارين من وزارتي التربية والتعليم، والثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، لحضور اللجان المتخصصة في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال.

زر الذهاب إلى الأعلى