تغادر قريبا ميناء السلطان قابوس بمطرح.. ماذا تعرف عن «سفينة لوجوس هوب» أكبر مكتبة عائمة في العالم؟

مسقط – الواحة
رست بميناء السلطان قابوس بولاية مطرح يوم الجمعة الماضي أكبر مكتبة عائمة في العالم «سفينة لوغوس هوب»، حيث فتحت أبوابها أمام الجماهير التي كانت تنتظر لحظة الوصول من محبي القراءة واقتناء الكتب المتنوعة.
وستستمر السفينة في ميناء السلطان قابوس إلى بعد غد السبت الموافق 22 يوليو وتستقبل زوارها يوميا من الساعة الرابعة عصرًا وحتى العاشرة مساءً، لتغادر بعدها إلى محافظة ظفار، حيث ستمكث هناك 7 أيام.
وتعتبر (سفينة لوغوس هوب) أحد أشهر معارض الكتب المتنقلة في العالم، وتعد تجربة تعلم وتبادل ثقافي، حيث تسافر حول العالم لنقل المعرفة عبر سلسلة من الندوات والفعاليات الثقافية التي تقدم للزوار داخل السفينة.
وتضم (سفينة لوغوس هوب) في أرجائها وأفرعها المتعددة مجموعة واسعة من العناوين والكتب التي تعرضها للزوار، ويصل عددها إلى أكثر من 5000 كتاب تتناسب مع كافة الفئات العمرية من الجنسين (الأطفال والشباب والكبار)، وتصب في صنوف المعرفة المختلفة منها القصص والروايات والكتب التاريخية والعلمية والتقنية المتخصصة وكتب الرياضة والعلوم والفنون والطب واللغات والمعاجم وغيرها من صنوف المعرفة وبمختلف اللغات.
الجدير بالذكر أنَّ سفينة «لوغوس هوب» سبق لها أن زارت سلطنة عُمان مرتين، الأولى في عام 2011، والثانية في عام 2013، وتعود ملكيتها إلى المنظمة الخيرية الألمانية (كتب جيدة للجميع)، وتستقبل سنويًّا ما يقارب من مليون زائر، حيث زارت منذ تأسيسها عام 1970 أكثر من 150 دولة وإقليم حول العالم، وبلغ عدد زوارها 49 مليون شخص منذ انطلاقها كمكتبة في عام 2009، فيما يضم طاقمها موظفين متطوّعين من 70 جنسية، يبلغ عددهم 400 شخص.
أنشئت هذه السفينة عام 1973، وأُطلِق عليها اسم “جوستاف”، وشُيّدت في الأصل لتكون سفينة ركاب، وكانت تعمل في شمالي المحيط الأطلسي. وفي عام 1983، سُلّمت السفينة إلى خط سيمريل (شركة شحن)، وغُيّر اسمها إلى “نورينا”، وكانت تبحر بين جزر فارو والدنمارك.
قامت سفن GBA التي تحمل شعار (كتب جيدة للجميع) في عام 2004 من جمع تبرعات لشراء “نورينا” بوصفها سفينة بديلة لـ”لوجوس الثانية”، وأعيد تجديدها بالكامل لتكون “سفينة كتب”، وغُيّر اسمها إلى “لوجوس هوب”. وأوضحت المتطوعة أن “لوجوس” كلمة يونانية، ويُترجَم معناها تقليديًّا إلى مبادئ أو خطاب.
يتكون مجتمع سفينة “لوجوس هوب” من 400 متطوعًا يمثلون 70 جنسية متنوعة، ومن مهن وأعمار مختلفة، وأحيانًا يأتي المتطوعون مع عائلاتهم وأطفالهم الذين يكون لديهم مدرستهم الخاصة على متن السفينة.
وكل متطوع على سفينة “لوجوس هوب” له دور في الحفاظ على استمرار عمل السفينة، ولا أحد يتقاضى راتبًا، سواء كان القبطان أو المهندسين أو الأطباء أو عمال النظافة، فكل متطوع لديه ما يكفيه من المال لنفقاته الشخصية أثناء تطوعه لمدة عامين فقط، ويقولون إنهم يقدّمون هذه الخدمات مجانًا من أجل التجول حول العالم.
ولمعرفة كيف تبدو الإقامة على سفينة “لوجوس هوب”، فُتحت حجرة صغيرة بجانب مكان التوجيه تُظهر كبائن الطاقم البسيطة التي تحتوي على سرير صغير من طابقين وكرسي وإضاءة خافتة. وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي للسفينة هو خدمة الناس، فإن المتطوعين الموجودين على متنها يستفيدون أيضًا بشكل خاص خلال فترة خدمتهم، إذ يوفر برنامج التدريب المنظم -جنبًا إلى جنب مع الخبرة العملية والتواصل بين الثقافات- فرصًا قيّمة للمعرفة وتطوير الشخصية وتعلّم مهارات جديدة.





